حياة هي تلك المرأة اللاجئة سورية الأصل، التي أصبحت أسيرة بعدما تمّ اختطافها وتعذيبها عذابًا شديدًا، الأمر الذي جعلها تتعرّض لنوبات نفسية قاسية للغاية.
استطاعت حياة الهروب حتى وصلت إلى حدود لبنان، تحديدًا عند إحدى النقاط التي كانت تُعالج اللاجئين الهاربين من سوريا، وبسبب ماتعرّضت له من تعذيب ساءت حالتها كثيرًا حتى فقدت الذاكرة ولم تستطع التعرّف على أقاربها الذين التقوا بها هناك صدفةً، فاختفت كل الذكريات، لكن عندما تمرُ بما يذكرها بماضيها تدخل في نوبة هلع شديدة.
بفضلٍ من الله، ومع علاجها المستمر في المشفى أصبح وضعها في تحسّن، حتى استطاعت أن تتذكّر بعض الأمور ومنها أنها تُحب الخياطة، أخبر طبيبها العاملين بأن إشغالها بذلك هو جزء من العلاج، فبدورها تكفّلت كاف الإنسانية ببناء مشغل للنساء اللاجئات، يعمل بقيادة حياة بعد تحسّنها واستقرار حالتها.
في لقائي الأول مع حياة ضممتها بشدة، ولم أستطع تمالك نفسي من البكاء، ولكن خفيةً حتى لا تشعر بي؛ لأنها لا تتذكّر قصتها التي رواها لنا المُنظّمين وأكدوا علينا عدم إخبارها بشيء؛ لأن تذكّرها للقصة يُدخلها في نوبات نفسية من الصعب الخروج منها.
حياة رغم المأساة التي عاشتها لا زالت تنبض بالأمل والحياة، تستقبلنا بابتسامة، لا نخرج من المشغل إلا بالهدايا التي تُحيكها هي بيدها، تفرح برؤيتنا كثيرًا، وهي اليوم تدير المشغل، وتكسب بيدها قوتها.